القائمة الرئيسية

الصفحات

التعرف على ظاهرة الاحتباس الحراري أسبابها وآثرها

 الباب الثاني: التعرف على ظاهرة الاحتباس الحراري أسبابها وآثرها




  ( 2 – 1 ) مقدمة :

     يعتبر تغير المناخ أهم قضية في عصرنا، وإذا لم نتصرف بشكل فردي وجماعي بحزم وبشكل مكثف وعاجل، فستكون الأفاق قاتمة يمكن أن يكون متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم في حدود 10 فهرنيات. فوق المستويات الحالية بحلول نهاية القرن الواحد والعشرون وحتى لو لم تصل إلى نصف هذه الزيادة وهو المرجح الآن بشكل متزايد؛ فإن هذا سيطلق سلسلة من التأثيرات المدمرة.  سيرتفع منسوب البحار بلا هوادة وستتزعزع أنماط هطول الأمطار وسوف تكون ظروف الجفاف والفيضانات الشديدة أكثر شيوعا. لذا يتطلب تحقيق حلول للمشاكل البيئية التي نواجها اليوم إجراءات طويلة الأجل للتنمية المستدامة. في هذا الصدد يبدو أن موارد الطاقة المتجددة هي واحدة من أكثر الحلول كفاءة وفعالية رغم أنها ليست متاحة لكل الدول او الامم. وهذا هو سبب وجود علاقة وثيقة بين الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. يتم مناقشة الاسباب الاساسية لحدوث الاحترار العالمي او الاحتباس الحراري وعلاقة كل ذلك بمدى إمكانية تحقيق تنمية مستدامة وما الشروط ومقتضيات تحقيق ذلك. لا ريب في أن ظاهرة الاحتباس الحراري أصبحت من أبرز القضايا المطروحة عالميا بسب ما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات خطيرة يهدد مستقبل الإنسان والبيئة على حد سواء، وقبل الشروع في تفصيل وتحليل هذه الظاهرة قيد الدراسة نحتاج إلى ضبط "سمونتيكي" أو دلالي لمفهوم الاحترار أو الاحتباس الحراري  (Warming Global  )   وتقديم تعريف إجرائي يستغرق هذه الدراسة خاصة لأننا نتعامل مع ظاهرة علمية يساء فهمها ويساء استخدامها تبعا لذلك.  أيضا محاولة تحديد الحلول المحتملة للمشاكل البيئية الحالية وامكانيات استخدام طاقات متجددة بدلا عن الطاقة الأحفوري. العلاقة بين الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة علاقة وطيدة وسوف يتم فحص كيف يمكن حل هذه المعادلة الصعبة وإيجاد  حلول لهذه الإشكالية والمتمثلة في كيفية تلبية حاجات الانسان الأساسية التي بها بقاؤه واستمراريته (الاقتصاد) دون الإضرار بالبيئة المحيطة به والمعبر عنها بالموارد على اختلاف أنواعها وأهميتها لاستمرار النوع البشري؟

( 2 – 2 ) تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري :

     الاحتباس الحراري ( (warming Global  : هو ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو. هذه الغازات تسمى بالغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تعرف باسم الاحتباس الحراري.  وتغير المناخ هو المصطلح العام مجموعة معقدة من التغييرات التي تحدث لبيئة كوكبنا. تشمل هذه التغييرات في البيئة بشكل أساسي ما يلي:

-      المزيد من الطاقة الحرارية المحتجزة في الغلاف الجوي.

-      المزيد من الطاقة الحرارية المحاصرة في المحيطات.

ويعني المزيد من الطاقة الحرارية المحتجزة في كوكبنا أن متوسط درجة الحرارة الإجمالية للكوكب يرتفع بمرور الوقت.  فالفكرة الواسعة الانتشار حول تغير المناخ أن هذه الأخيرة تحدث بسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة ( بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون CO2،أكسيد النيتروزN2O الميثان CH4) وغيرها وقد سيطر هذا الموضوع على جدول أعمال البيئة منذ الثمانينات من القرن المنصرم، والذي أنتج نقاشات عالمية كبيرة بين اخذ ورد وقبول ورفض والفكرة المحورية والأساسية هي إن النشاط البشري والإنساني على امتداد القرن الماضي قد ضاعف بشكل واضح وملموس من تركيز الغازات المرتبطة ارتباطا وثيقا باحترار الأرض وزيادة درجة حرارتها المرشحة في الاستمرار في المستقبل القريب مما سيترتب عليه تأثيرات واضحة على تغيرات المناخ في العالم بشكل كلي أو جزئي.

-2-2-1 تعريف الاحتباس الحراري :

    قدمت مجموعة من التعاريف لظاهرة الاحتباس الحراري نورد من أبرزها ما يلي:

  *الاحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها، وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلاتها الطبيعية.  أو هي زيادة في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض زيادة مستديمة بما يكفي لإحداث تغييرات في المناخ العالمي.

* تغير المناخ هو تحول طويل الأجل في مناخ موقع معين، منطقة أو كوكب الأرض ككل، ويقاس التحول بالتغيرات مثل درجة الحرارة وأنماط الرياح وهطول الأمطار هو أكبر تحد بيئي ناشئ حتى الآن في المناخ.

( 2 – 3 )  الاحتباس الحراري والمصطلحات المشابه :

تغير المناخ (: (Change Climat  إن كيفية تعريف المناخ وتغير المناخ أمر غير مألوف ومثير للنزاع ، كما عبر عنه "Todorov "عام 1986 ًم  ربما تكون مسألة التغيرات المناخية هي الأكثر تعقيدا وإثارة للجدل في  علم الأرصاد الجوية بأكمله كما انه لا توجد هناك معايير صارمة على عدد السنوات الجافة التي يجب أن تحدث لتبرير استخدام الكلمات "المناخية "يتغيرون". كما لا يوجد إجماع على الرأي والاتفاق بين علماء المناخ على تعريف مصطلح المناخ، وكذا مصطلح التغيير المناخي، والاتجاه المناخي أو التقلبات المناخية في كل من الخطاب العام والعلمي مفاهيم المناخ وتغير المناخ غالبا ما يتم توظيفهما شكل فضفاض، ولا يزال من غير الواضح هذا يعد مشكلة بحد ذاتها، لأنه قد يؤدي إلى ارتباك كبير فيما يتعلق بوجود ومدى الاحترار العالمي على سبيل المثال.

وللتعرف الصحيح على ظاهرة الاحتباس الحراري في جو كوكبنا يجب التعرف على كوكبنا ومحٌطه لنتمكن من تفسير ما يحدث من حولنا، وهنا نقول ان الكرة الأرضية ذات شكل إهليلجي تحاط بها عدد من طبقات الجو تدعى بالغلاف الجوي.

( 2 – 4 ) الغلاف الجوي الأرضي ومكوناته:

يمتد الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية بثخانة (ارتفاع) 480 كيلومتر من الهواء (مزيج من الغازات)، لكن معظم هذه الغازات تتركز بشكل كبير في الـ 16 كيلومتر الأولى بدءاً من سطح البحر.

ثم تقل كثافة الهواء كلما ارتفعنا نحو الأعلى، بالتالي ينخفض الضغط الجوي أيضاً

يتكون الهواء المحيط بالكرة الأرضية من مزيج كبير من الغازات، وأهمها:

  • النيتروجين: يتواجد بنسبة 78%.
  • الأوكسيجين: يتواجد بنسبة 21%.
  • الأرغون: يتواجد بنسبة 0.93%.
  • ثاني أوكسيد الكربون: يتواجد بنسبة ضئيلة 0.038%.

بالطبع تتواجد أنواع أكثر بكثير من الغازات الأخرى إضافةً إلى بخار الماء، لكن بنسب ضئيلة للغاية.

( 2 – 4 – 1 ) طبقات الغلاف الجوي للكرة الارضية:

قام العملاء بتقسيم الغلاف الجوي الأرضي إلى 5 طبقات أساسية، وكلما انتقلنا إلى طبقة أعلى تقل كثافة الغازات لتتلاشى نهائياً وتتماهى مع الفضاء الخارجيّ.



فلا وجود لحدّ فاصل لنهاية الغلاف الجوي لكن العلماء قاموا بوضع خط تخيلي على ارتفاع 110 كيلومتر من سطح البحر يسمى بخط "كارمان"، حيث يعتبر العلماء عند تجاوز هذا الخط أننا أصبحنا في الفضاء الخارجي. تتوزع طبقات الغلاف الجويّ بدءاً من سطح البحر على الكرة الأرضية وصعوداً على الشكل التالي:

1.  طبقة التروبوسفير:

الطبقة الأقرب إلى سطح الأرض، تتراوح سماكتها بين 7 إلى 20 كيلومتر، وهي كثيفة للغاية مقارنةً مع الطبقات الأخرى، حيث تحتوي تقريباً نصف كمية غازات الغلاف الجوي بأكمله.

يكون الهواء دافئاً قرب السطح ويبرد كلما ارتفعنا إلى نهاية هذه الطبقة، كما أن التروبوسفير تحتوي بخار الماء والغبار المتطاير في الهواء.

2.  طبقة الستراتوسفير:

الطبقة الثانية في الغلاف الجوي، تبدأ عند نهاية التروبوسفير لتمتد إلى مسافة 50 كيلومتر تقريباً بدءاً من سطح الأرض، وهي الطبقة التي تعطي السماء لونها الأزرق بفضل غاز الأوزون المتواجد بوفرة فيها. كما يقوم الأوزون بتسخين الغلاف الجوي من خلال امتصاصه للحرارة والإشعاعات الخطرة القادمة من الشمس. الهواء في هذه الطبقة جاف للغاية، كثافته أقل ب 1000 مرة مما هي عليه عند سطح البحر؛ بسبب ذلك تقوم الطائرات بالتحليق في هذه الطبقة من الغلاف الجوي، كذلك تفعل بوالين (مناطيد) الأرصاد الجوية.

3.  طبقة الميزوسفير

تبدأ هذه الطبقة من ارتفاع 50 كيلومتر وتنتهي عند 85 كيلومتر بدءاً من سطح البحر، يواجه العلماء مشكلة في دراسة هذه الطبقة فالطائرات والمناطيد لا تستطيع الوصول إلى هذا الارتفاع.

والأقمار الصناعية تدور حول الكوكب على ارتفاع أعلى، لكن نعلم أن الكتل التي تأتي من الفضاء تحترق في هذه الطبقة لنراها على شكل شهب.

والجزء الأعلى من الميزوسفير يسمى "مبيزوبوز" (Mesopause) وهو الجزء الأبرد في الغلاف الجوي بأكمله بمعدل درجة حرارة 90 درجة مئوية تحت الصفر.

4.  طبقة الثيرموسفير:

    تمتد هذه الطبقة من ارتفاع حوالي 90 كيلومتر وتنتهي بمجال يتراوح بين 500 كيلومتر إلى 1000 كيلومتر، يمكن أن تصل درجة الحرارة في هذا الغلاف إلى 1500 درجة مئوية وذلك حسب كمية الحرارة الواصلة من الشمس.

تعتبر طبقة الثيرموسفير من طبقات الغلاف الجويّ، ولكن بسبب كثافة الهواء المنخفضة جداً، تُعتبر معظم الطبقة أنها جزء من الفضاء الخارجي. وهي الطبقة التي تدور فيها المركبات الفضائية حول الأرض مثل الأقمار الصناعية أو محطة الفضاء الدولية.

 

5.  طبقة الإكسوسفير:



    الطبقة الأعلى في الغلاف الجوي، الكثافة فيها منخفضة بشكل هائل حيث يندمج الغلاف الجوي مع الفضاء الخارجي، تتكون هذه الطبقة من ذرات متفرقة من الهيدروجين والهليوم بشكل أساسي.

 ( 2 – 4 – 2 ) أهمية الغلاف الجوي للأرض:

للغلاف الجوي فضل كبير في وجود الكائنات الحية على سطح الأرض ويمكن أن نذكر بعضاً من أهم الخدمات التي يقدمها الغلاف الجوي لنا:

  • لغازات الغلاف الجوي أهمية كبيرة في استمرار الحياة مثل الأكسجين، ثاني أوكسيد الكربون، النيتروجين.
  • تحدث في الغلاف الجوي كافة ظواهر الطقس والمناخ كحركة الرياح وتكوين السحب إضافةً لسقوط الأمطار.
  • يحرق الغلاف الجوي الملايين من الكتل الصخرية الصغيرة في صورة شهب قبل وصولها لسطح الأرض.
  • يقوم الغلاف الجوي بإبطاء سرعة النيازك الكبيرة التي تتجه نحو الأرض إذ يحرق جزءاً كبيراً منها قبل أن تصدم سطح الأرض.
  • يساهم في الحفاظ على درجة حرارة الأرض.
  • تحمي طبقة الأوزون الموجودة بالغلاف الجوي الكائنات الحية من أخطار الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة للأشعة الشمسية.

  تبدو أهمية الغلاف الجويّ في استمرار الحياة على سطح الأرض جليلة، لذلك علينا أن نساهم في حمايته عبر التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثنائي أوكسيد الكربون. مما يسبب ظاهرة الاحتباس الحرار.  

( 2 – 5 ) أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو:

أولا أسباب طبيعية:

أ‌-      البراكين.

ب‌-  حرائق الغابات

ت‌-   الملوثات العضوٌة

ثانٌا أسباب صناعية:

ناتجة عن نشاطات الإنسان و خاصة احتراق الوقود الأحفوري ( فحم، غاز طبيعي، نفط(.

أسباب التغيرات المناخية ذات الصلة بالاحتباس الحراري:  

وهي غالبا ناتجة عن انبعاثات الغازات الملوثة بالجو بشكل عشوائي.

 ( 2 – 5 – 1 )  طبيعية لا علاقة لها بفعل الإنسان :

    أ –  التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الاشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض، وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويقود إلى أن أي تغير في الإشعاع سيؤثر عبر التاريخ على المناخ.

    ب –  الانفجارات البركانية وكل ما يرافقها من انبعاثات غازية وغيرها.

الثورات البركانية : هي قضية أخرى تسبب الاحترار العالمي. على سبيل المثال، يؤدي انفجار بركاني واحد إلى إطلاق كمية من ثاني أكسيد الكربون والرماد في الغلاف الجوي. وبمجرد زيادة ثاني أكسيد الكربون، تزداد درجة حرارة الأرض وتسبب الاحتباس الحراري في احتجاز الإشعاعات الشمسية في الأرض.

-              
النشاط الشمسي : حيث يأثر على تغير المناخ ككل وعلى الاحتباس الحراري بصفة خاصة على الأرض يعد أحد الموضوعات التي استحوذت على اهتمام الكثير من علماء المناخ وعلماء الفيزياء الشمسية. [[1]] ولئن اتفق هؤلاء على أن انبعاثات الغازات للدفيئة بفعل النشاط البشري هي أحد أهم عوامل التغير المناخي الذي يعيشه كوكبنا، فإن فرضية تأثير النشاط الشمسي على تغير المناخ ما يزال محل خلاف. بحيث يعتقد بعض العلماء ومنهم على سبيل المثال - Nicola Scafetta و Henrik Svensmark و Jan-Erik Solheim - أن نشاط الشمس هو المحدد الرئيسي للتغيرات المناخية على الأرض، لكن النظرية ما زالت تحتاج إلى إثبات لإقناع الجميع. لأنه موضوع يثير كثير من النقاشات العلمية خاصة حول ملاءمة الأدوات التي نمتلكها لإجراء القياسات. فالشمس لعبت دورا مهيمن منذ زمن بعيد عن الطبيعية المختلفة تم تقديم حالات عدم اليقين هذه نظرا لأن النماذج المستخدمة قد لا تشتمل على عمليات أو آليات مهمة ولكنها معقدة أو قد تعاملها بطريقة مبسطة. [[2]]

( 2 – 5 – 2 ) غير الطبيعية :

ناتجة عن النشاطات الإنسانية المختلفة مثل:

-      قطع الأشجار وإزالة الغابات والنمو الديموغرافي المهول.

-      الاستعمال الغير المعقلن للطاقة، كاستعمال الانسان للوقود الاحفوري ( نفط ، فحم، غاز ) وهذا يؤدي إلى زيادة ثاني أوكسيد الكربون في الجو والذي يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة في الجو. وبالتالي حدوث ما يسمى بالاحتباس الحراري. ومن بين هذه النشاطات نذكر تقدم الصناعة ووسائل المواصلات واعتماد الوقود الاحفوري كمصدر رئيسي للطاقة واستخدام غاز الكلوروفلوروكربون في الصناعات بشكل كبير.

( 2 – 5 – 3) الغازات الدفيئة :

تعتبر الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من أهم العوامل التي تؤثر في تغير المناخ وتسبب العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ومن بين الغازات الدفيئة الأكثر شيوعاً:


ثاني أكسيد الكربون (CO2): يتم إصدار هذا الغاز بشكل رئيسي من الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والصناعة والزراعة وإنتاج الكهرباء. يعتبر ثاني أكسيد الكربون هو الغاز الدفيئ الرئيسي والأكثر تأثيراً على الاحتباس الحراري.

 

 

 

*   
غاز الميثان (CH4): يتم إصدار هذا الغاز بشكل رئيسي من الأنشطة البشرية مثل الإنتاج الحيواني (مثل إنتاج اللحوم) والزراعة (مثل تسميد الأراضي) والمناجم. يعتبر غاز الميثان أكثر تأثيراً على الاحتباس الحراري بمقدار 28 مرة من ثاني أكسيد الكربون[[3]].

 

*   أول أكسيد النيتروجين (N2O): يتم إصدار هذا الغاز بشكل رئيسي من الأنشطة البشرية مثل الزراعة وإنتاج الأسمدة وإنتاج الصناعات الكيميائية وحرق الوقود الأحفوري. يعتبر أول أكسيد النيتروجين أكثر تأثيراً على الاحتباس الحراري بمقدار 265 مرة من ثاني أكسيد الكربون.

*   الكلوروفلوروكربونات (CFCs): يتم إصدار هذه المركبات الكيميائية الصناعية بشكل رئيسي من صناعة التبريد والتكييف والرغويات والرش المبيدات. وقد تم حظر استخدام الكلوروفلوروكربونات في معظم الدول بسبب تأثيرها الضار على طبقة الأوزون، لكنها ما زالت تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.  [[4]]

*   الهيدروكربونات الفلورية (HCFCs): يتم إصدار هذه المركبات الكيميائية الصناعية بشكل رئيسي من صناعة التبريد والتكييف والرغويات. وتم حظر استخدام الهيدروكربونات الفلورية في بعض الدول بسبب تأثيرها الضار على طبقة الأوزون، لكنها ما زالت تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.


تؤثر هذه الغازات الدفيئة على البيئة والصحة العامة بشكل سلبي، حيث تسبب في ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، وتسبب في ارتفاع مستويات البحار والمحيطات، وتؤثر على الحياة البرية والبحرية، وتسبب في زيادة الكوارث الطبيعية والأحداث المناخية الشديدة.

  ( 2 – 5 – 4 ) الثورة الصناعية:

تستخدم الصناعات الصناعية الوقود الأحفوري لآلات الطاقة. كل شيء نستخدمه متورط في الوقود الأحفوري. على سبيل المثال، عندما نشتري هاتفا متنقلا، تنطوي عملية تصنيع الهاتف المحمول على آلات وآلات تستخدم الوقود الأحفوري، أثناء عملية إطلاق ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. وإلى جانب الصناعة، فإن وسائل النقل مثل السيارات تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون من العادم.

يوجد شكلين للظاهرة (طبيعي) تسببه الغازات المنبعثة من البراكين وحرائق الغابات والأنشطة التكتونية، وهذا النوع لا يشكل خطورة، حيث يدخل ضمن المعادلة الحياتية، فتتعادل الكمية الطبيعية المطروحة من ثاني اوكسيد الكربون مع ما تمتصه النباتات والبحار والمحيطات. وهو الذي أدى إلى بقاء درجة حرارة الأرض ثابتة ُ منذ عشرات آلاف السنين.

(والنوع الثاني (بشري) يتمثل بما يطرحه الإنسان من غازات ملوثة من الصناعة والنقل والاستخدامات المنزلية والأنشطة الأخرى بصورة مباشرة للغلاف الغازي وبكميات كبيرة ومتزايدة تفوق قدرة مكونات البيئة الطبيعية من معادلتها وتقليل خطورتها، وهنا تكمن المشكلة. إذن فالاحتباس الحراري ظهر وعرف بمفهومه الحديث كمشكلة بشرية أكثر مما هي طبيعية، على الرغم من إن لها جذورها الطبيعية المتمثلة بالصفات والخصائص المكانية.

( 2 – 6 ) علامات وآثار الاحتباس الحراري :

( 2 – 6 – 1 ) انصهار الجليد في القطبين :

من خلال مراقبة العلماء لمساحة المناطق الجليدية على مدى أعوام، لوحظ انخفاض كبير في المساحات المتجمدة بمعدل يصل لـ 9% خلال عشر سنوات، ومن المرجح أن هذه النسبة ستزداد مع ازدياد الغازات الدفيئة في الجو. قد يتساءل البعض ما المشكلة في ذوبان الثلوج، ذلك سيفتح مساحات جديدة للسكن!.



المشكلة هنا أن المياه الثلجية التي تنصهر هي مياه عذبة، بالتالي ستطفو على أعلى المسطحات المائية كالمحيطات وغيرها، ذلك سيسبب بطء التيارات المائية القادمة من شمال المحيط الأطلسي. وبغياب الدفء سيزداد البرد، ستكثر العواصف وسيرتفع منسوب مياه البحر ويسبب الدمار لمنظومات بيئية كاملة.

 ( 2 – 6 – 2 ) ارتفاع منسوب مياه البحر منذ العام 1900 :

لوحظ ارتفاع في منسوب مياه البحر يتراوح بين 1 ملم الى 2.5 ملم خلال العام الواحد، وإحدى الدراسات تقول إن الارتفاع وصل ل 3.5 مم من بداية القرن الثامن عشر فقط؛ ومن بين هذه الدراسات دراسة "تأثير ارتفاع درجة حرارة المحيطات على منسوب البحر في الخليج العربي"، التي أجراها باحثون من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية. وقد توصلت الدراسة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يؤدي إلى ارتفاع منسوب البحر في الخليج العربي بمعدل 3 مليمتر سنوياً. والسبب الرئيسي هو ذوبان الجبال الجلدية، إضافة لتمدد مياه البحر نتيجة الحرارة. [[5]]

رغم أن هذه الأرقام تبدو ضئيلة إلا أنها تضع العديد من المدن الساحلية في خطر. رغم صعوبة تقدير التغير في منسوب مياه البحر، إلا أن البعض يتوقع ارتفاعه بما يتراوح بين 0.8م إلى 2م في العام 2100، وفي تقديرات أخرى قد يصل لـ 7 أمتار.. وهي كمية كافية لإغراق مدينة لندن بالكامل.

 ( 2 – 6 – 3 ) العواصف ترتبط بشكل أساسي بسرعة تبخر الماء:

مع ارتفاع درجات الحرارة يتوقع العلماء زيادة تصل لـ 2 درجة مئوية في حرارة مياه المحيطات خلال القرن القادم؛ الأمر الذي سيدفع العواصف والأعاصير لأن تكون ذات قوة أكبر ولمدة أطول مع رياح أشد. لكن ما علاقة الأعاصير بحرارة المحيط؟

لتحميل هذا الفصل pdf 

اضغط هنا 


لشراء خدمة إعداد البحوث العلمية وبحوث التخرج 

قائمة المراجع : 


[1]  : فهد الزهراني، إبراهيم الخضيري، عبد المجيد القحطاني. (2016). تأثير النشاط الشمسي على المناخ العالمي: مراجعة نظامية. مجلة جامعة الملك خالد للعلوم الصحية. 1(2): 6-18.

[[2]] : اللجنة الوطنية الدائمة للتغيرات المناخية في المملكة العربية السعودية. (2019). تقرير المملكة العربية السعودية الرابع حول التغيرات المناخية.

[[3] ]: Global Carbon Project. (2020). Carbon budget and trends 2020.

[[4]]: الإدارة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية. (2019). المناخ والطقس في المملكة العربية السعودية.

[[5]]  : التغيرات المناخية وارتفاع منسوب البحر في الخليج العربي" - مجلة الدراسات البيئية والتنموية، العدد 24، 2013.

تعليقات

التنقل السريع